(( المعاملات العلمية ))
أولاً: الصدق:
الاختبار الصادق (الصحيح)هو الذي يقيس ما أعد من أجل قياسه فعلا،أي يقيس الوظيفة التي أعد لقياسها ، ولا يقيس شيء مختلف ،والصدق في هذا الإطار يعني إلى أي مدى أو إلى أي درجة يستطيع هذا الاختبار قياس ماقصد أن يقاس به.
فالاختبار الذي أعد لقياس التحصيل في مادة معينة لايجب أن يكون بين اسئلته أسئلة متعلقة بقياس الذكاء،فيتحول الاختبار من قياس التحصيل إلى قياس الذكاء،أو أي شيء آخر لا يهدف الاختبار إلى قياسها.
والاختبار الصادق هو الذي يصلح للقياس على مجموعة معينة من التلاميذ وقد لا يكون صادقا لمجموعة أخرى ، وذلك لتداخل عوامل تؤثر على مدى صدق الاختبار كمستوى التلاميذ أو أن المدرس الذي يدرس هذه المجموعة غير الذي يدرس للمجموعة الأخرى وهكذا . ولهذا يفضل أن يقوم كل مدرس بإعداد الاختبارات الموضوعية لتلاميذه لأن المدرس هو الأكثر معرفة بالمستوى التحصيلي لتلاميذه ولذالك سيكون الاختبار أكثر صدقا.
أنواع الصدق:
تتعدد أنواع الصدق وتختلف للمنظور الذي يرى منه الباحث اختباره،فهناك صدق المحتوى-والصدق الظاهري-والصدق المنهجي-والصدق المتزامن-والصدق التفضيلي-وصدق المعايير أوالمحكات- والصدق التنبؤي-والصدق التجريبي(أوصدق التركيب) إلا إن أخر دليل للاختبارات النفسية والتربوية الأمريكية قسم أنواع الصدق في ثلاث مجموعات رئيسية هي:
•صدق المحتوى.
• صدق المعايير أوالمحكات.
• الصدق التركيبي.
وسوف أعرض فيمايلي لعدد من أنواع الصدق التي اطلعت عليها في بعض المراجع العلمية دون التقيد بدليل الاختبارات النفسية والتربوية الأمريكية وهي:
1) صدق المحتوى :
يقال للاختبار أنه صادق من ناحية المحتوى إذا كان المحتوى الاختباري يمثل عينة من المحتوى المنهجي للمقرر،بمعنى أننا في أي اختبار نعده لانضع فيه كل المكونات المعرفية للمقرر الدراسي أوالمحتوى المنهجي بل نحن نختار عينات من المادة المتعلمة لنضمنها في ذلك الاختبار.
2) الصدق التركيبي:
لقد ذكر هذا المصطلح كرونباخ عام 1955"ولقد عرف كرونباخ التركيب على أنه خاصية فرضية(نظرية) تخص مجموعة من الأفراد،وتتحكم في سلوكهم الظاهري.وعليه يمكن افتراض ان اغلب المعلومات والمهارات والقدرات ماهي الا تركيبات بهذا المفهوم،وتتضمن عملية قياس التركيب للاختبار عمليتين رئيسيتين أولهما اجراء بعض القياسات الخاصة بالقدرات التي ترتبط بهذا الاختبار.
وثانيهما هو جمع البيانات من خلال تطبيق ذلك الاختبار لدراسة مدى صحة الفرضية الأولية.فإذا ثبت صحة الفرض كان الاختبار صادق من ناحية التركيب.
3)صدق المحكمين :
ويتم الحصول على صدق المحكمين عن طريق عرض الاختبار على مجموعه من المحكمين المتخصصين في المجال وذلك للتأكد من سلامة صياغة البنود من ناحية ومدى مناسبتها للمجال المراد قياسه من ناحية أخرى .
4)الصدق التنبؤي :
يشير الصدق التنبؤي إلى قدرة درجات الاختبار على التنبؤ بسلوك محدد في المستقبل . ويعتبر هذا النوع من الصدق من أهم أنواع الصدق حيث أنه يساعد في توفير الوقت والجهد والمال . فإذا كانت لدرجات اختبار الثانوية قدرة تنبؤية عالية ساهم ذلك إلى حد كبير في توزيع الطلاب على الكليات المناسبة لكل منهم حسب قدراته وإمكانياته الأمر الذي يؤدي إلى التقليل من الهدر التعليمي.
5) صدق المعايير أوصدق المحكات والصدق التلازمي :
هو أسلوب آخر للحصول على صدق الاختبار ويتم عن طريق الحصول على معاملات ارتباط بين درجة الاختبار وبين البيانات التي تجمع من محكات أخرى في نفس الفترة التي يجرى فيها الاختبار .
خصائص الصدق مايلي :
1- أنه يتوقف على عاملين هما الغرض من الاختبار أو الوظيفة التي ينبغي أن يقوم بها ، وكذلك الفئة أو الجماعة التي سيطبق عليها الاختبار .
2- الصدق صفه نوعيه أي خاصة باستعمال معين ( بالغرض الذي من أجله وضع الاختبار ) وعليه يكون اختبار التحصيل في مادة ما صادقا إذا كان يقيس تحصيل الطالب في تلك المادة .
3- الصدق صفه نسبية أو متدرجة وليست مطلقة فلا يوجد اختبار عديم الصدق أو تام الصدق .
4- الصدق صفه تتعلق بنتائج الاختبار وليس بالاختبار نفسه ولكننا نربطها بالاختبار من قبيل الاختصار أو التسهيل .
5- يتوقف صدق الاختبار على ثباته أي على إعطاء النتائج نفسها تقريبا في كل مره يطبق فيها على صف بعينه .
وهناك عوامل مهمة تؤثر على الصدق منها مايلي :
1ـ عوامل متعلقة بالطالب:
-اضطراب التلميذ في الاختبار.
- العادات السيئة في الإجابة .
2ـ عوامل متعلقة بالاختبار :
-لغة الاختبار .
- غموض الأسئلة .
-سهوله الأسئلة أو صعوبتها.
-صياغة الأسئلة .
-العلاقة بين الأسئلة وما تعلمه الطالب .
3ـ عوامل متعلقة بإدارة الاختبار :
-عوامل بيئية كالحرارة ولبرودة والرطوبة والضوضاء .
- عوامل متعلقة بالطباعة .
-عوامل متعلقة بالتعليمات الغير واضحة أو المتذبذبة .
-استخدام الاختبار في غير ما وضع له.
ثانياً: الثبات:
الاختبار الثابت هو الذي يعطي نفس النتائج لنفس المجموعة من الأفراد إذا ماطبق مرة أخرى،وفي نفس الظروف بشرط ألا يحدث تعلم أوتدريب في الفترات بيم مرات إجراء الاختبار.
وقيل إن معامل الثبات هو معامل الارتباط بين مجموعتين من القياسات التي تجري لنفس الأفراد تحت نفس الظروف لنفس الاختبار أوليصغ متكافئة منه.
طرق الحصول على ثبات الاختبار :
يوجد على الأقل خمسة طرق لحساب معامل الثبات وهي:
1- ثبات المحكمين.
2- الثبات باستخدام طريقة إعادة الاختبار.
3- الثبات باستخدام التجزئة النصفية.
4- الثبات باستخدام الطرق أوالصور المكافئة.
5- طريقة كودر ريتشاردسون.
أولاً: طريقة ثبات المحكمين:
لقد ذكر ايبل أنه يمكن حساب ثبات اختبارات المقالة عن طريق اعطاء اجابات الطلاب لمحكمين من الخبراء في ميدان التخصص عادة اثنين أوثلاثة وبشكل مستقل لتصنيف هذه الإجابات وإعطاء تقديرات لها ويتم حساب معامل الارتباط بين مجموعات الدرجات (التقديرات) التي اعطاها المحكمون للإجابات.لذلك يسمى هذا النوع من الثبات باسم ثبات القراءة.وجاءت تسمية القراءة من قيام المحكم بقراءة الإجابة وتقدير الدرجة على هذا الأساس دون الاعتماد على مقاييس محددة في القراءة . (
ثانياً:طريقة إعادة الاختبار :
يطبق في هذه الطريقة نفس الاختبار على مجموعة من الأفراد مرتين متباعدتين،تحت ظروف مشابهه،وأن لاتزيد فترة مابين الاختبارين عن شهر مثلاً، ثم يحسب معامل الارتباط بين نتائج المرتين .فإذا كان معامل الارتباط عالياً وموجباً،دل ذلك على ثبات الاختبار.وعلى الرغم من كثرة استخدام هذه الطريقة إلا انها لا تخلو من عيوب يمكن ان تؤثر على درجة الارتباط
منها اختلاف موقع الاختبار في المرتين , ففي الوقت الذي تحتمل ان يظهر التوتر على الأفراد في المرة
الأولى يحدث الارتياح في المرة الثانية مما يؤثر على أداء الأفراد ومن ثم على درجة ثبات الاختبار . ومن العوامل التي يمكن ان تؤثر على الثبات أيضا مدى استفادة الأفراد من خبراتهم في المرة الأولى في الإجابة عن الأسئلة في المرة الثانية . (
ثالثاً:طريقة الصور المتكافئة:
تقتضي هذه الطريقة تصميم اختبارين متكافئين من الاختبار الواحد،ويتم إعداد كل منهما على حده وبطريقة مستقلة،بحيث يطبق الاختبارين على نفس أفراد المجموعة بفاصل زمني يتراوح بين أسبوع وأربعة أسابيع ثم يحسب معامل الارتباط بين درجات الأفراد في الاختبارين للحصول على درجة الثبات ويشترط لتكافؤ الصورتين ان تكون الموضوعات التي يعيشها الاختبار واحد وان تتساوى البنود المرتبة بكل وضوح وان تتساوى البنود في الصعوبة والسهولة وكذلك في أسلوب الصياغة .
رابعاً: طريقة التجزئة النصفية:
تتضمن هذه الطريقة تقسيم الاختبار إلى نصفين،بحيث يصبح كل نصف منهما صورة قائمة بذاتها،يمكن المقارنة بينهما ويتم تطبيق الاختبار كله على التلاميذ،وبعد تصحيح الاختبار نقارن درجاتهم في النصف الأول من الاختبار بدرجاتهم في النصف الثاني،بحساب معامل الارتباط بين نتائج النصفين،وصعوبة هذه الطريقة في عدم إمكانية الحصول على أفضل قسمين للمقارنة،فحساب الثبات بالتجزئة النصفية لا يعطي مقياسا للتجانس الكلي للاختبار،لأنه يقسم الاختبار إلى نصفين دون مراعاة لعدم تكافؤ الأسئلة،فمعظم الاختبارات يصعب تجزئتها إلى نصفين صالحين للمقارنة بينهما عن طريق تتبع تسلسل الأسئلة،وذلك بسبب الفروق في طبيعة كل سؤال ومستوى سهولتها وصعوبتها،وتدخل عوامل متعلقة بالحماس في الأداء وحدوث الملل والتعب وغيرها من العوامل التي تختلف في بداية الاختبار عنها في نهايته.
خامساً: طريقة كودر ريتشاردسون:
في عام 1937 نشر كل من كودر وريتشاردسون مقالة في إحدى المجلات العلمية تحت عنوان نظريات حساب معاملات الثبات للاختبارات،وفي هذه المقالة ذكر عددا من الصيغ المستخدمة لحساب معاملات الثبات للاختبارات كان من أشهرها على الاطلاق الصيغتين المعروفتين 20,21.
ثالثاً: الموضوعية:
وهي عكس الذاتية وتعني إخراج رأي المصحح أو حكمة الشخصي من عملية التصحيح ، أو عدم توقف علامة المفحوص على من يصحح ورقته ، أو عدم اختلاف علامته باختلاف المصححين ، كما تعني أيضا أن يكون الجواب محددا سلفا من قبل مصمم الفحص بحيث لا يختلف عليه اثنان.
والموضوعية صفه أساسية من صفات الاختبار الجيد عليها يتوقف ثبات الاختبار ثم صدقه كما أنها ضرورية لجميع الامتحانات من مقاليه وحديثة ألا أن لزومها أشد بالنسبة للاختبارات المقالية، والسبب أنها تتصف بالذاتية أي يتأثر تصميمها وتصحيحها بآراء وأهواء المصحح.
فالفاحص عندما يصمم الاختبار يضع أسئلة تتفق مع مزاجه وميوله ، فيرى أن هذا الجزء من المادة مهم فيضع علية سؤالا أو عدة أسئلة وأن ذاك الجزء غير مهم فيهمله وهذا رأى قد لايشاركة فيه أحد وسيكون دوما هناك أجزاء من إجابات التلاميذ لا تنطبق عليها قواعده أو لم يأخذها بالحسبان، أما عند التصحيح فسيتأثر بعوامل خارجية كخط التلميذ وأسلوبه وترتيبة ونظافة كتابته وجودة إملاءه وبأثر الهالة التي تحيط به . وبطبيعة الحال لا يقبل المربي الحق أن يعطي الدرجات جزافا أو أن يحابي أو يظلم أحد ولذا يحاول أن يجد طرقا ليمنع ذلك وهذه تتوقف على طبيعة الاختبار وتتعلق بتصميمه وتصحيحه .
صفات غير أساسية (الثانوية):
1- سهولة التطبيق : أسهل الاختبارات من حيث التطبيق اختبار التحصيل غير المقنن وأسهلها اختبار المقال .
2- سهولة التصحيح: الاختبار الموضوعي سهل التصحيح .والمقالي بالغ التعقيد.
3- اقتصادي(غير مكلف مادياً): أرخص اختبار من حيث التكلفة المادية اختبار المقال.
4- التميز : الاختبار المميز هو الذي يستطيع أن يبرز الفروق بين التلاميذ ويميز بين المتفوقين والضعاف.
5- الشمول : شامل لجميع أجزاء المقرر .
6- الوضوح : خالية من اللبس والغموض .
خطوات بناء الاختبار الجيد:
يمر الاختبار الموضوعي أثناء إعداده في مراحل مختلفة حتى يخرج في صورته النهائية التي يمكن الاطمئنان إليها في تقويم تحصيل الطلاب،وتتلخص هذه الخطوات فيما يلي:
تحديد الغرض من الاختبار ،ويتطلب هذا التحديد التفكير في المجتمع المراد تطبيق الاختبار عليه،وفي من سيعهد إليه بإجراء الاختبار.
تحديد أهداف الاختبار تفصيلا،وهذه تنقسم إلى :
1- الأهداف التربوية المطلوب قياسها.
2- أهداف عملية مباشرة.
3- إعداد تخطيط عام لمحتويات الاختبار.
4- صياغة الأسئلة.
5- تحديد زمن الاختبار وطوله.
6- ترتيب الأسئلة.
7- صياغة التعليمات المناسبة للاختبار وللأسئلة.
8- تجهيز أوراق ومفتاح الإجابات.
9- طبع الاختبار في صورته الأولية.
10- تجريب وتقنين الاختبار.
11- طبع الاختبار في صورته النهائية.
12- وضع معايير الاختبار.